Skip to Content

كتاب : الديداكية - كتابات الاباء الرسوليين - القمص تادرس يعقوب ملطي

 

أقوال الآباء وكتاباتهم

علم الباترولوچي Patrology

قانون الإيمان للرسل - الديداكية

بدء القوانين الكنسية والشكل الليتورچي

 

مذكرات مختصرة عن المحاضرات التي ألقيت عام ١٩٧٥

الكلية الإكليركية واللاهوتية بالاسكندرية

القمص تادرس يعقوب ملطي

 

 

المحتويات

  أولاً: قانون الإيمان للرسل

قانون الأيمان في الكنيسة الأولى

قانون الإيمان الرسولي

النص

ثانيا: الديداكية أو تعليم الرب للأمم بواسطة الأثني عشر رسولاً

مقدمة في الديداكية

نص الديداكية

 

نزل الأبدي إلينا متجسدًا لكي يحملنا كنيسة متحدة به، تحيا فيه، وتحمل سماته. وهكذا إذ رفعنا إلى العضوية في جسده الأقدس، أي في الكنيسة المتحدة به، ندخل حياته ونمارس سلوكه السماوي، ونكتشف ملكوته ليس خارجًا عنا بل في داخلنا.

لقد صبغ كنيسته بصبغة سماوية، ودخل بها إلى "الحياة الفائقة الطبيعة" خلال إتحادها به، لا كحياة خيالية تسجلها الكتب أو يعظ بها خدام الله، لكنها "خبرة واقعية في المسيح" الذي جاء إلينا في واقعنا الأرضي.

فإن كانت الحياة المسيحية هي حياة سماوية لكنها تُمارَس على الأرض، إذ لم يدخل بنا الله إليها وهو منعزل في السماء، بل نزل الكلمة الإلهي واتحد بناسوتنا، عاش على الأرض وأكل من ثمارها وشرب من مياهها واعتمد في أحد أنهارها، وخضع لقوانينها ومارس طقوس العبادة فيها وهو الأبدي المعبود! لقد أعطانا الأبدية خلال واقع الزمن، فنجلس في السمويات ونحن بعد على الأرض.

هكذا عاشت الكنيسة في عصر الرسل كما في عصر الآباء الأولين، تسلك بروح سماوي واقعي، تحمل سمة الإسخاتولوچية (الأخروية) والواقعية في نفس الوقت. تعلن في غير توقف حنينها الملتهب نحو اللقاء الأبدي مع الرب وجهًا لوجه دون تجاهل للحياة الزمنية المقدسة في المسيح يسوع.

انعكس هذا كله في حياة الكنيسة، في عبادتها وكرازتها وسلوكها، فإن كانت تود أن تدخل بالعالم كله إلى "الأبدية". تنطلق بكل نفس إلى ما وراء الزمن وتفتح كل بصيرة لمعاينة ملكوت الله الذي لا يُعبَر عنه بلغة ولا تحده قوانين ولا يخضع لنظم بشرية. لكنها في نفس الوقت لا تتجاهل واقعنا كأناس نحمل جسدًا ونسلك على وجه الأرض...إلتزمت أن تحدثنا عن "الملكوت السماوي" باللغة البشرية رغم عجزها، ونظمت العبادة في طقوس وشعائر وأنظمة مع أن "الحياة في المسيح" هي شركة سرية داخلية مع الله لا تحدّ بأنظمة وترتيبات ...

قدمت لنا الكنيسة إيمانها في عبارات وقوانين لكي تدخل بنا إلى ما وراء العبارات والقوانين. ونظمت لنا "العبادة" لكي ننطلق من خلالها إلى الليتورچية السماوية، نشارك الطغمات العلوية تسبحتهم الأبدية.

هذه هي كنيسة المسيح التي لا تعرف الثنائية؛ تدخل الأبدية ولا تحتقر الزمن، تعيش في السمويات ولا تتجاهل الأرض، تهيم في حب الله بغير حدود ولا تترك النظام والطقس

من أجل هذا أثرت أن ندرس معًا – تحت قيادة الروح القدس – قوانين الرسل كما سجلتها لنا الكنيسة الأولى: كيف بدأت؟ وكيف تطورت؟ وما هو غايتها؟ ثم ندرس "الديداكية" التي تعتبر أول وثيقة بين أيدينا تقدم لنا النظام الكنسي في الكنيسة الأولى.

أولا: قانون الإيمان للرسل

Symbolum Apostolicum

The Apostle Creed

قانون الإيمان في الكنيسة الأولى

قانون الإيمان في العهد الجديد

الإيمان المسيحي هو حياة يمارسها العضو الحيّ خلال إتحاده مع الله في المسيح يسوع بالروح القدس داخل الكنيسة. هذه الحياة لا يحدها قانون ولا تسجلها لغة بشرية. لكن الضرورة ألزمت الكنيسة منذ إنطلاقها أن تترجم إيمانها في قانون، لا لكي يحفظه الناس عن ظهر قلب أو يردده المؤمنون أثناء العبادة الليتورچية والخاصة، إنما لكي يعيشونه خبرة حيّة.

يقول القديس هيلارينحن ملتزمون أن تنكلم بما لا يُنطق به. عوض هيام الإيمان المجرد نلتزم أن نعهد أمور الدين إلى مخاطر التعبير البشري.

لقد سأل السيد المسيح تلاميذه عن إيمانهم فيه فاعترف بطرس أنه "هو المسيح ابن الله الحيّ". ولعل هذه الشهادة قدمت الفكرة الرئيسية لإيجاد قانون إيمان كنسي يعلن "حقيقة السيد المسيح المخلص".

رمة أخرى جمع السيد تلاميذه وأعطاهم سلطانًا للكرازة والتعليم والعماد قائلاً: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، مقدمًا لهم صيغة قانون الإيمان الثالوثي الخاص بالعماد.

هكذا سجل لنا العهد الجديد صيغة الإيمان بالمسيح وصيغة الإيمان الثالوثي، هاتان الصيغتان هما جوهر إيمان الكنيسة، وحجر الزاوية لكل قانون إيمان كنسي.

فكرة تاريخية

‌أ.        إذ انطلقت الكنيسة في عصر الرسل تكرز وتبشر العالم بالخلاص كان لزامًا أن يعترف كل موعوظ بأيمانه جهرًا في صيغة مختصرة قبلما يتقبل العضوية في جسد المسيح، أي قبيل عماده مباشرة. وذلك كما فعل الخصي الأثيوبي حين أعلن رغبته في العماد معترفًا "أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله".

ظهر "قانون الإيمان الكنسي" كصيغة خاصة بالمعمودية، يعترف بها طالب العماد معلنًا قبوله الحق ودخوله "الحياة في المسيح يسوع".

في الدوائر اليهودية كان يكفي لطالب العماد أن يعلن هذا القانون الإيماني البسيط أن "يسوع هو المسيا"، أي هو المخلص الذي إنتظره الآباء وشهد عنه الأنبياء، فيه كملت الشريعة وتحققت مواعيد الله للبشرية. أما بالنسبة للأمم، إذ لم تكن لهم الشريعة ولا عرفوا النبوات عن المسيا يعبدون آلهة كثيرة وأرباب كثيرة، كان لزامًا على طالب العماد أن يعلن حقيقة إيمانه بأكثر وضوح: إيمانه بالله الواحد المثلث الأقانيم، وعمل المسيح الخلاصي ...

‌ب.    إذ ظهرت غنوصيات غير أرثوذكسية تنادي بالثنائية، تحقر من المادة وتشوه حقيقة التجسد الإلهي، لم يعد "قانون الإيمان" في صورته الأولى كافيًا، أي لا يكفي أعلان أن "المسيح ابن الله الحيّ" إنما يلزم الإعتراف بـ "الحبل به من الروح القدس، ولادته من العذراء مريم، تألمه في عهد بيلاطس البنطي وموته ودفنه (وليس كما علم الغنوصيين أنه اختطف إلى السماء من على الصليب أو قبيل صلبه)، وأن الروح القدس حال في الكنيسة ...

يظهر هذا الأثر بصورة واضحة في قانون الإيمان للقديس هيبوليتس المستعمل في العماد، فقد جاء في التقليد الرسولي للقديس هيبوليتس أن طالب العماد يُسأل ثلاثة أسئلة ويجيب عليها:

ينزل (طالب العماد) في الماء، ويضع المعمد يده على رأسه قائلاً: أتؤمن بالله ضابط الكل؟

يقول الذي يُعتمد: أؤمن. عندئذ يعمده دفعة (يغطسه) واضعًا يده على رأسه.

بعد ذلك يقول له: أتؤمن بيسوع المسيح ابن الله، الذي وُلد بالروح القدس من العذراء مريم ، وصُلب في عهد بيلاطس البنطي ومات وقام من الأموات حيًا في اليوم الثالث وصعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب، هذا الذي يأتي ليدين الأحياء والأموات؟

وعندما يقول: أؤمن، يعمده دفعة أخرى.

وأيضًا يقول له: أتؤمن بالروح القدس وبالكنيسة المقدسة وقيامة الجسد؟ فيقول الله يُعتمد: أؤمن، فيُعتمد الدفعة الثالثة.

‌ج.     إذ بدأت الهرطقات والبدع تنتشر لم يعد "قانون الإيمان" خاصًا بطالبي العماد، إنما صارت الحاجة ملحة لإستعماله الكنسي في العبادة الليتورچية والعبادة الخاصة. بدأت المجامع المسكونية تضع قانون الإيمان، لأهداف دفاعية وتعليمية. ففي مجمع نيقية وُضع قانون الإيمان يحارب الأريوسية.

فإنه وإن اقترب من قانون الإيمان الأورشليمي العمادي القديم، لكنه أضاف إلى الفقرة الثانية الخاصة بالسيد المسيح هذه الصيغة: "نون من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، واحد مع الآب في الجوهر". هذه الصيغة لا يستطيع الأريوسيون أن ينطقوا بها، فتفرزهم عن المؤمنين. بهذا قدم مجمع نيقية للكنيسة صيغة لاهوتية مبسطة تعلن إيمان الكنيسة، يعترف بها المسيحيون ويترنمون بها ويصلونها، وليست اختبارًا لطالبي العماد.

وفي المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية أُضيف إلى قانون الإيمان النيقوي صيغة خاصة بالروح القدس: "الرب المحيي، المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء ...".

بهذا صار قانون الإيمان ملخصًا للإيمان الأرثوذكسي أكثر منه أعترافًا يردده طالبوا العماد.

 

قانون الإيمان الرسولي

Apostolic Creed

قانون أم المنسوب إلى الرسل له أهمية خاصة في الكنيسة الغربية، إذ تعتبره أساس قوانينها، كما يقول Schaff "هو قانون القوانين كما أن الصلاة الربانية هي صلاة الصلوات".

هذا القانون هو صيغة مختصرة جدًا، سُجلت بلغة العامة لا باصطلاحات لاهوتية، تناسب الموعوظين كما يمكن استخدامها في العبادة الليتورچية والخاصة.

يتكون هذا القانون من إثني عشر بندًا من وحي العهد الجديد، تلخص العقيدة المسيحية ولاهوتيات الكنيسة، وتجسم تعاليم الرسل. هو رسولي بحق في محتوياته كما في روحه، ليس من وضع الرسل. هو كنسي، ليس من عمل فرد من الأفراد، لكن لا يزال تاريخه غامضًا وحقيقة مصدره غير معروفة.

شمل هذا القانون ملخصًا للحقائق الإلهية منذ بدء الخليقة حتى قيامة الجسد ودخوله الأبدية، يقدم لنا الإيمان بالثالوث القدوس ويركز أنظارنا تجاه المسيح المخلص ...

مصدره

يقول Clarke أن قانون الإيمان للرسل لم يكن يتلى في صلوات باكر وصلاة النوم قبل القرن الثامن...وانه ليس إلاَّ إمتداد لقانون الإيمان العمادي الروماني.

ويرى Schaffأنه لم يكن موجودًا بصورته الحالية إلاَّ في القرن الرابع، لكنه وجد في القرنين الثاني والثالث بصيغة أو أخرى ...

ويرى Quastan أن القانون بصورته الحالية لا يمتد إلى قبل القرن السادس، استخدم في بلاد الغال (فرنسا) وأسبانيا وأيرلندة وألمانيا في الدراسات التمهيدية الخاصة بالموعوظين.

على أي الأحوال نستطيع أن نقول مع المؤرخ شافSchaff  أن قانون الإيمان للرسل جاء بلا شك نتيجة نمو تدريجي، يحمل شكلين:

1.      الشكل الحالي، أو النص المسلم إلينا حاليًا، لم يظهر قبل القرن السادس أو السابع.

2.      الشكل البدائي كما ورد في بعض المخطوطات القديمة، يرجع إلى القرن الثاني أو الثالث. ولعل أقدم نص يوناني وصل إلينا ما ورد في رسالة مارسيليوس من أنقرة إلى أسقف روما يوليوس الأول حوالي عام ٣٤٠م يؤكد أرثوذكسيته. وقد ورد ضمن "Psalterium Aethelstani". أما النص اللاتيني فقد ذكره روفينوسالمؤرخ الكنسي في نهاية القرن الرابع في تعليقه على قانون إيمان الرسل Commentary on the Symbol of the Apostles موضحًا أصله، إذ يقول أن هناك تقليد بأن الرسل بعد قبولهم الروح القدس وقبل خروجهم للكرازة اتفقوا معًا على ملخص مبسط للتعليم الرسولي كأساس لكرازتهم وقانون إيمان المؤمنين.

ويبدو أن القديس امبروسيوس شاركه نفس الرأي عند شرحه للقانون، مشيرًا إلى أن الأثني عشر بندًا تطابق الإثني عشر رسولاً.

وفي القرن السادس للمرة الأولى نلتقي بتأكيدات أن كل رسول وضع بندًا من الإثني عشر، فجاءت العظة المنسوبة للقديس أغسطينوس تعلن أصله: "قال بطرس أؤمن بالله الآب ضابط الكل خالق السماء والأرض ..." وقال اندراوس "وبالمسيح يسوع ابنه الوحيد ربنا ..." وبقي هذا التفسير سائدًا خلال العصور الوسطى.

دهشت الكنيسة الغربية عندما أعلن رئيس أساقفة أفسس لليونان مارقيوس افجينيكوس Marcus Evgenicus في مجمع Ferrara عام ١٤٣٨ أن الكنائس الشرقية لا تعرف شيئًا عن صيغة هذا القانون المستخدم في الكنيسة الغربية، ولا عن نسبته للرسل.

بعد سنوات قليلة أنكر الأيطالي Lorenzo Valla نسبته للرسل.

يقول F. L. Cross أن هذا القانون يخص فترة ما بعد الرسل، لكنه سمي رسوليًا لأن عناصره جميعها تعبر عن الإيمان في عصر الرسل.

حول قوانين الإيمان الأولى

يقدم لنا علم الباترولوچي الكثير من صيغ قوانين الإيمان التي جاءت خلال كتابات الآباء الشرقيين والغربيين، نذكر منها ما ورد في كتابات:

1.      أيريناؤس                   أسقف ليون        سنة ١٨٠ م

2.      العلامة ترتليان              قرطاجنة          سنة ٢٠٠ م

3.      كيريانوس                   قرطاجنة          سنة ٢٥٠ م

4.      نوفتيان                      روما              سنة ٢٥٠ م

5.      أوريجين                    الاسكندرية        سنة ٢٥٠ م

6.      غريغوريوس                قيصرية الجديدة   سنة ٢٧٠ م

7.      لوتيانوس                    انطاكية            سنة ٣٠٠ م

8.      يوسابيوس                  قيصرية           سنة ٣٢٥ م

9.      مارسيليوس                 أنقرا               سنة ٣٤٠ م

10.  كيرلس                      أورشليم           سنة ٣٥٠ م

11.  ابيفانيوس                             قبرص            سنة ٣٧٤ م

12.  روفينوس                             قبرص            سنة ٣٩٠ م

13.  القانون الوارد في القوانين الرسولية Apostolic Constituitions

وقد امتازت النصوص الشرقية عن الغربية أنها بصورة عامة أطول وأكثر تغييرًا، لها جانب ميتا فزيقي، وتشمل عددًا من التعبيرات التعليمية ردًا على الهرطقات المنتشرة في الشرق.

وقد تجمعت القوانين الغربية لتشكل ما يعرف بقانون إيمان الرسل.

يرى Quasten أن هذا القانون الروماني والصيغ الشرقية ظهرت مستقلة عن بعضها البعض، لكنها صدرت عن أصل عام مشترك له جذروه في الشرق.

محتوياته

كانت قوانين الإيمان الأولى تضم صيغتين رئيسيتين: صيغة الإيمان الثالوثي، وصيغة الإيمان المسياني. وإن كان قانون الإيمان للرسل في صورته الحالية تطور إلى ملخص مبسط جدًا يحمل التعاليم المسيحية الجوهرية.

1.     صيغة الإيمان الثالوثي

رأينا السيد المسيح يعطي تلاميذه سلطان العماد باسم الثالوث القدوس، وكان ذلك بداية ظهور قانون الإيمان العمادي بصيغة الإيمان الثالوثي. وفي حوالي عام ١٥٠م أشار القديس يوستين إلى طالبي العماد أن يتقبلوا غسل الماء "باسم الله الآب ورب المسكونة، ومخلصنا يسوع المسيح، والروح القدس".

وجاءت الوثيقة المدعوة "الرسالة الرسولية Epsitola apostolorum" التي جُمعت في نفس التاريخ تقريبًا تبسط الإيمان، وتضم قانون إيمان لا يحوي فقط الإيمان بالثالوث القدوس، الآب ضابط العالم كله، المسيح يسوع مخلصنا، والروح القدس الباراقليط، إنما يضم أيضًا الإيمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا

2.     صيغة الإيمان المسياني

طال إنتظار البشرية تترقب مجيء المسيا مخلص العالم، فجاءت المسيحية جوهر رسالتها "الشركة مع الله في المسيا المخلص". وقد رأينا إعتراف الرسول بطرس أن يسوع "هو المسيح ابن الله الحيّ"، وأعلن الخصي الأثيوبي ذات الإيمان قبيل عماده.

كان الإيمان بالمسيح المخلص هو مركز البشارة، حتى صارت "السمكة" هي الرمز للإيمان المسيحي في العالم الهليني وذلك لأنها في اليونانية (إخئيس) تشمل الحروف الأولى من العبارة "يسوع المسيح، ابن الله المخلص". وقد شهد العلامة ترتليان بذلك كما شهدت نقوش َAbercuis. وردت هذه العبارة الرمزية في مؤلفات الكتاب المسيحيين في نطاق واسع كقانون إيمان يعبر عن المعتقد المسيحي.

النص

قانون الإيمان للرسل

1.      أؤمن بالله الآب، ضابط الكل (خالق السماء والأرض)؛

2.      وبيسوع المسيح، ابنه الوحيد، ربنا،

3.      الذي (حُبل) به بواسطة الروح القدس، وُلد من العذراء؛

4.      (تألم) في عهد بيلاطس البنطي، صلب (ومات) ودفن؛

5.      (ونزل إلى الجحيم)، وفي اليوم الثالث قام من الأموات؛

6.      صعد إلى السموات،

وجلس عن يمين (الله) الآب، (ضابط الكل)؛

7.      ومن ثم يأتي ليدين الأحيات والأموات.

8.      و(أؤمن) بالروح القدس؛

9.      والكنيسة المقدسة (الجامعة) (وشركة القديسين)؛

10.  وغفران الخطايا؛

11.  وقيامة الجسد؛

12.  (والحياة الأبدية).

 

قوانين الإيمان ما قبل نيقية في علاقتها بقانون الإيمان للرسل وقانون الإيمان النيقي

 

قانون الإيمان للرسل

القديس ايريناؤس

العلامة ترتليان

القديس كبريانوس

نوفيتان

العلامة أوريجين

 

(روما)

بلاد الغال – عام ١٧٠ م

شمال أفريقيا – ٢٠٠ م

قرطاجنة – ٢٥٠ م

روما – ٢٥٠ م

الاسكندرية – ٢٣٠ م

 

أؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

1     

بالله ضابط الكل، (خالق السماء والأرض)؛

بإله واحد الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها

بإله واحد، خالق العالم، الذي أوجد الكل من عدم ...

بالله الآب،

بالله الآب والرب ضابط الكل

بإله واحد، الذي خلق وأوجد كل شيء. الذي في آخر الأيام أرسل

2     

وبيسوع المسيح، ابنه الوحيد، ربنا؛

وبيسوع المسيح الواحد ابن الله (ربنا)؛

وبالكلمة، ابنه يسوع المسيح؛

بابنه المسيح،

بابن الله، يسوع المسيح، الله ربنا،

ربنا يسوع المسيح. مولودًا من الآب قبل كل الخليقة.

3     

الذي (حبل) به بواسطة الروح القدس، ولد من العذراء مريم؛

الذي صار جسدًا (من العذراء) لأجل خلاصنا؛

الذي نزل إلى العذراء مريم خلال روح الله وقوته، وصار جسدًا في أحشائها وولد منها؛

 

 

مولودًا من العذراء والروح القدس. تجسد وهو لا يزال الله.

4     

(تألم) في عهد بيلاطس البنطي، صلب (ومات) ودفن؛

وآلامه (في عهد بيلاطس البنطي)؛

ثبت على الصليب (في عهد بيلاطس البنطي)، مات ودفن،

 

 

تألم حقًا، ومات،

5     

(ونزل إلى الجحيم)، وفي اليوم الثالث قام من الأموات؛

وقيامته من الأموات؛

قام في اليوم الثالث،

 

 

قام من الأموات

6     

صعد إلى السموات، وجلس عن يمين (الله) الآب (ضابط الكل)،

وصعوده إلى السموات جسديًا.

رفع إلى السموات وجلس عن يمين الله الآب.

 

 

ورفع ...

7     

ثم يأتي ليدين الأحياء والأموات،

ومجيئه من السموات في مجد الآب لكي يضم كل الأشياء في رأس واحد...ويجري حكمًا عادلاً على الجميع

سيأتي ليدين الأحياء والأموات،

 

 

 

8     

و(أؤمن) بالروح القدس،

وبالروح القدس ...

وبالروح القدس، البارقليط، المقدس، مرسلاً من عند الآب بواسطة المسيح،

بالروح القدس

بالروح القدس (الموعود به منذ القديم للكنيسة، وأعطي في الوقت المناسب)

الروح القدس، متحدًا في كرامة وجلال مع الآب والابن.

9     

وبالكنيسة المقدسة (الجامعة) (وشركة القديسين)،

 

 

 

 

 

10 

وغفران الخطايا،

 

 

أؤمن بغفران الخطايا،

 

 

11 

وقيامة الجسد،

وأن المسيح سيأتي من السموات ليقيم كل جسد .... وليدين الأشرار والظالمين في نار الأبدية،

وأن المسيح سيستقبل قديسيه بعد استعادة الجسد،

 

 

 

12 

(والحياة الأبدية)،

ويعطي المستقيمين والقديسين خلودًا ومجدًا أبديًا.

في متعة الحياة الأبدية ومواعيد السماء، ويدين الأشرار بنار أبدية.

والحياة الأبدية خلال الكنيسة المقدسة.

 

 

 

 

غريغوريوس

لوقيانوس

يوسابيوس

كيرلس الأورشليمي

قانون الإيمان النيقوي - القسطنتيني

 

قيصرية الجديدة – ٢٧٠ م

انطاكية – ٣٠٠ م

قيصرية – ٣٢٥ م

أورشليم – ٣٥٠ م

٣٢٥ م، ٣٨١ م

 

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

1     

بالله الآب،

بإله واحد الآب ضابط الكل، خالق كل شيء والمعتني بكل شيء،

بإله واحد، الآب ضابط الكل، خالق كل شيء، ما يرى وما لا يرى،

بإله واحد، الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يرى وما لا يرى.

بإله واحد، الآب، ضابط الكل، خالق (السماء والأرض)، ما يرى وما لا يرى،

2     

برب واحد. إله من إله، صورة وشكل اللاهوت. الحكمة والقدرة التي أوجدت كل الخليقة، الابن الحقيقي للآب الحقيقي.

وبرب واحد يسوع المسيح ابنه، الملود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، الحكمة، الحياة، النور.

وبرب واحد يسوع المسيح، كلمة الله، إله من إله، نور من نور، حياة من حياة، الابن الوحيد، بكر كل الخليقة، مولود من الآب قبل كل الدهور، به كان كل شيء.

وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، مولود من الآب قبل كل الدهور، إله حق، به كان كل شيء.

نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله (الوحيد)، المولود من الآب (قبل كل الدهور)، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، واحد في الجوهر مع الآب، به كان كل شيء،

3     

 

الذي ولد من عذراء حسب الكتب، وتأنس،

الذي من أجل خلاصنا صار جسدًا بين البشر،

تجسد وتأنس،

هذا الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل (من السماء) وتجسد (من الروح القدس ومن مريم العذراء) وتأنس،

4     

 

الذي تألم من أجلنا،

وتألم،

صلب ودفن،

(صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، وتألم (ودفن)،

5     

 

وقام من أجلنا في اليوم الثالث.

وقام في اليوم الثالث،

قام في اليوم الثالث،

وفي اليوم الثالث قام من الأموات كما في الكتب،

6     

 

وصعد إلى السموات، وجلس عن يمين الله الآب،

وصعد إلى الآب،

وصعد إلى السموات، وجلس عن يمين الآب.

وصعد إلى السموات (وجلس عن يمين الآب)،

7     

 

وسيأتي أيضًا بمجدٍ وقوة ليدين الأحياء والأموات

وسيأتي بمجدٍ ليدين الأحياء والأموات.

سيأتي في مجدٍ، ليدين الأحياء والأموات، ليس لملكه انقضاء.

هذا الذي يأتي (في المجد) يدين الأحياء والأموات، (الذي ليس لملكه انقضاء).

8     

بروح قدس واحد، خادم التقديس، فيه يعلن الله الآب، الذي فوق كل الأشياء، ويعلن الله الابن الذي هو خلال كل الأشياء. ثالوث كامل، غير منقسم ولا مختلف في المجد، والأبدية، والسلطان.

وبالروح القدس المعطى للتعزية والتقديس والكمال للذين يؤمنون.

نؤمن أيضًا بالروح القدس.

وبروح قدس واحد، البارقليط الناطق في الأنبياء.

نؤمن بالروح القدس (الرب المحيي)، المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء.

9     

 

 

 

وبمعمودية واحدة للتوبة لمغفرة الخطايا.

وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية

10 

 

 

 

وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة،

ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا.

11 

 

 

 

وبقيامة الجسد،

وننتظر قيامة الأموات

12 

 

 

 

وبالحياة الأبدية.

وحياة الدهر الآتي.

ثانيا: الديداكية أو تعليم الرب للأمم بواسطة الأثني عشر رسولاً

مقدمة في الديداكية

جاءت كلمة "ديداكية" Didache عن الحروف اليونانية الأولى لعنوان عمل يسمى "تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولاً". وهي تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولى من كل الجوانب: السلوكي والليتورچي والتنظيمي. كما يقول Quasten: [بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني. في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي، نموذجًا قيِّمًا لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية. هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقًا وغربًا].

وقد خدمت الديداكية الكثير من الأعمال الليتورچية والكتابات الخاصة بالقوانين الرسولية مثل الدسقولية السريانية Didascalia والتقليد الرسولي لهيبوليتس Apostolic Tradition والقوانين الرسولية Apostolic Constitution.

كان لها أهمية خاصة في العصور الأولى حتى حاول البعض ضمها إلى أسفار العهد الجديد، فانبرى الكتَّاب الأولون يوضحون عدم قانونيتها، مثل البابا أثناسيوس الاسكندري والمؤرخان يوسابيوس وروفينوس 

وقد إستخدم اكليمندس الاسكندري وايريناؤس عبارتين يشتم منها معرفتهما بالديداكية.

على أي الأحوال لم يتعرف الدارسون الغربيون على الديداكية حتى اكتشفها الميتروبوليت فيلوثيؤس برينيوس عام ١٨٧٥ ضمن المخطوط القسطنطيني السابق ذكره ، وقام بنشرها عام ١٨٨، فأثار ذلك ضجة في الأوساط العلمية، خاصة في ألمانيا وانجلترا وأمريكا لم يحدث مثلها في أي إكتشاف أدبي سابق.

محتوياتها

ليست الديداكية عملاً واحدًا قام أحد الكتاب بتأليفه، إنما هو تجميع حاول جامعه أن يربط أجزاءه معًا فلم يستطع، فقدم لنا ثلاثة أعمال مع خاتمة، أو قل ثلاثة أقسام بخلاف الفصل الختامي:

القسم الأول يمثل الحياة العملية السلوكية                  فصل ١ – ٦

القسم الثاني يمثل الحياة الليتورچية والسرائرية           فصل ٧ – ١٠، ١٤

القسم الثالث يمثل الترتيبات الكنسية                       فصل ١١ – ١٥

الخاتمة عن برَّوسيا الرب أو مجيئه الأخير               فصل ١٦

القسم الأول: الحياة العملية السلوكية

كنا نتوقع من العنوان "تعليم الرب للأمم بواسطة الأثني عشر رسولاً" أن تتحدث الديداكية عن العقيدة المسيحية والمفاهيم اللاهوتية. لكن إذ يخبرنا القديس أثناسيوس الرسولي أنها كانت تستخدم في تعليم الموعوظين قبل عمادهم، كان غايتها تذكير طالبي العماد – بعدما قبلوا الإيمان – أن يعلنوا إيمانهم بأعمالهم، كأنها تضع لهم دستور الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع: حقًا ان المسيحية ليست مجموعة أخلاقيات، لكنها إيمان عملي معاش، شهادة حية لعمل المسيح في حياة المؤمن عمليًا.

إستخدمت الديداكية نظام "الطريقتين Two ways" يختار الإنسان طريق الحياة أو الموت. هذا الأسلوب إستخدمه اليونان في المجامع الهيلينية، واستعارته الكنيسة ليتناسب مع طالبي الإيمان الذين من أصل هيليني، لكن بروح مسيحية، مستقاة من "الموعظة على الجبل".

 

القسم الثاني: الحياة الليتورچية

كشفت لنا الديداكية عن بعض الطقوس والمفاهيم الكنسية للعبادة المسيحية:

‌أ.        المعمودية: تتحدث عن العماد بالتغطيس في ماءٍ جار، أي في الأنهار...هذه العادة كانت قائمة في عصر الرسل وما بعدهم مباشرة.

وإذا لم يوجد ماء جار يتم العماد بالتغطيس في ماءٍ آخر، وعند الضرورة يمكن سكب الماء على المعمد ثلاث دفعات باسم الثالوث القدوس.

ومن الإستعدادات اللازمة للسرّ أن يصوم طالب العماد وخادم السرّ ومن الغير ما استطاع – يومين أو يومًا قبل العماد. ولا تزال هذه العادة سارية في الكنيسة القبطية، إذ يصوم خادم السرّ والإشبين والمعمد اليوم الذي يتم فيه العماد.

‌ب.    الصوم والصلاة: لكي لا نشترك مع اليهود في أصوامهم – يومي الإثنين والخميس – نصوم يومي الأربعاء والجمعة، على أنه يليق بنا ألاَّ نصوم أو نصلي برياء.

تأمر الديداكية المؤمنين أن يصلوا الصلاة الربانية ثلاث مرات يوميًا.

‌ج.     الأفخارستيا: سبق معالجة هذا الموضوع بشيء من التوسع في كتاب "المسيح في سرّ الأفخارستيا ". ووصلنا إلى أن الفصلين ٩، ١٠ يصوران ليتورچيا الأفخارستيا للمعمدين حديثًا، والفصل ١٥ يتحدث عن خدمة الأفخارستيا العادية التي تقام يوم الأحد ...

‌د.       الإعتراف: يمارس قبل الإجتماع في الكنيسة (فصل ٤، ١٤)، كما يُلتزم به قبل التمتع بشركة الأسرار المقدسة (الأفخارستيا).

‌ه.       الكلسيات: الكنيسة في مفهوم واضع الديداكية "جامعة"، تضم العالم كله، من كل شعب وجنس، ليس فقط الذين آمنوا بل والذين يؤمنون يومًا ما...وهو يطلب الصلاة لكي يجمعها الرب من الرياح الأربع.

أما من جهة الرئاسة الكهنوتية فلا يشتم منها افتراض أسقفية واحدة رئاسية في العالم...

كما ركز على وحدة الكنيسة وقدسيتها، رابطًا بين وحدتها ووحدة الخبز الأفخاريستي.

القسم الثالث: الترتيبات والتنظيم الكنسي

تحدث بشيء من الإطالة عن الإدارة الكنسية: الرسل والأنبياء والمعلمون والأساقفة والشمامسة.

أثار هذا القسم السابق الكثير من الجدل بين الممارستين:

1.      يرى Conolly, Vokes أن ما ورد بالديداكية  من ترتيبات كنسية هي من أصل ماني، إذ يعتمد على وجود أنبياء. غير أن هذا الرأي يصعب قبوله إذ لم يرد في الديداكية شيء عن ماني وأتباعه، ولا حملت العنف النسكي الذي تميزت به هذه البدعة، ولا عارضت الزواج الثاني والتوبة الثانية.

2.      يرى Armitage Robinsony أن الديداكية هي تجميع عن صورة الكنيسة الأولى مقتبس عن مصادر رسولية. وهذا الرأي أيضًا عليه إعتراضات منها أنه لو كان هدف الجامع هكذا لما غفل الحديث عن الأسقفية والبتولية وظهور الإتجاه الغنوسي أو ما يضاده ...

3.      الرأي الراجح نادى به Streeter, Creed, Klauser, Kleist أن الكاتب مجرد جامع، عكس الترتيبات الكنسية والتعاليم الليتورچية في الفترة التالية لعصر الرسل. ربما قام بهذا العمل كاتب بالاسكندرية حيث جمع بين مخطوطين قديمين وصلا بين يديه، أحدهما عن "الطريقين" مصري الفكر والآخر مجموعة من أحكام الحياة الكنسية في نهاية القرن الأول، وقد غيَّر فيهما، ثم وضع الخاتمة (فصل ١٦) من عندياته، وهي لا تمت بصلة مع بقية الديداكية.

الخاتمة: بروسيا الرب

حملت الديداكية ككل الإتجاه الإسخاتولوچي (الأخروي) بصورة واضحة، كغيرها من الكتابات التالية لعصر الرسل...إذ كان الكل يتوقع سرعة مجيء الرب الأخير.

تظهر هذه السمة في الصلوات الأفخارستية الواردة بالديداكية، كما خصص الفصل الأخير الختامي بأكمله عن بروسيا الرب مع إشارة إلى علامات المنتهى، وإلتزامنا قبالته.

كاتب الرسالة وتاريخ كتابتها

رفض الدارسون ما إفترضه Deuchesne أن العنوان يوحي بأن كاتبها أحد الرسل. فإن العنوان في جوهره لا يشير إلى ذلك، إنما يقصد واضع الديداكية أن يقدم بصورة واضحة مختصرًا لتعليم السيد المسيح للأمم كما علمها الرسل.

وإلى اليوم لم يستطع الدارسون التعرف على كاتبها، بل إختلفوا في تاريخ كتابتها. فمال الدارسون الإنجليز والأمريكان إلى تحديد كتابتها ما بين عامي ٨٠، ١٢٠ م، وظن Bilgenfeld أنها كتبت ما بين عامي ١٦٠، ١٩٠ م، بينما حدد Brynnius, Harnack تاريخها ما بين عامي ١٢٠، ١٦٠ م.

على أي الأحوال رفض الدارسون ما مال إليه القدامى من نسبتها ما بين عامي ٧٠، ٩٠ م، ومال الأغلبية إلى نسبتها بالشكل الحالي إلى المنتصف الأول من القرن الثاني أو بعد ذلك بقليل ، دون أن ينكروا وجود بعض فقرات ترجع إلى سنة ٥٠ – ٧٠ م.

لا يمكن أن ترجع إلى عصر الرسل للأسباب التالية:

1.      لا تحمل أي تلميح عن اليهودية – المشكلة الرئيسية في عصر الرسل.

2.      تجميع مثل هذه القوانين الرسولية تعني شيئًا من الإستقرار الكنسي، أي بعد كرازة الرسل.

3.      خلال التفاصيل الواردة بالديداكية يظهر أن عصر الرسل إنتهى.

4.      إعتمد كثيرًا على إنجيل متى فلا يكون قد جمعها قبل عام ٩٠ م.

غير أن الديداكية تحمل شهادة داخلية أنها جمعت في عصر مقارب جدًا للرسل، نذكر منها:

1.      التعميد في ماءٍ جار، وذلك في عهد الرسل والقرن الثاني، كما أن الليتورچيا الواردة في الفصول ٧ – ١٠ تشير إلى بساطة العبادة التي كانت في القرن الثاني ...

2.      بساطة اللغة الزائدة، التي إتسمت بها كتابات ما بعد الرسل مباشرة. كما أن لغتها تكشف عن التحول ما بين كتابات العهد الجديد والكتابات الكنسية.

3.      لا نجد بها آثارًا لنص قانون إيمان أو تقنين للعهد الجديد، ولا يزال الأنبياء يقدسون الأفخارستيا...الأمور التي تكشف أنها قبل نهاية القرن الثاني.

4.      جاء وضعها في المخطوط ما بين الرسائل الاكلمندية ورسائل أغناطيوس، ربما أراد الناسخ أن يشير إلى تاريخها ما بين اكليمندس الروماني وقبل أغناطيوس، خاصة وأن النظام الكنسي الوارد بها يكشف أنه سابق لما ورد في رسائل أغناطيوس.

مكان الكتابة

رأى البعض أنها سورية الأصل، وذلك بسبب علاقتها بالقوانين الرسولية Apostolic Constitutions السريانية الأصل.

نسبها البعض لفلسطين بسبب غياب تعاليم الرسول بولس.

ونسبها آخرون إلى بلاد اليونان وآسيا الصغرى.

إلاَّ أن كثيرين  رأوا أنها مصرية وذلك للأسباب:

1.      تشابهها مع رسالة برناباس (١٠٠ – ١٣٠)، التي استخدمت أسلوب "الطريقين" في الرسالة (فصول ١٨ – ٣٠).

2.      وورد أسلوب "الطريقين" في كتابات مصرية أخرى مثل "النظام الكنسي الرسولي Apostolic Ch. Order" الذي عرف بالنظام الكنسي المصري  كما وردت في سيرة الأنبا شنودة (القرن الخامس).

3.      من المحتمل – وليس من المؤكد – أن اكليمندس الاسكندري عرف الديداكية

4.      أخذ الأسقف المصري سرابيون (القرن الرابع) مقتطفات منها في صلواته الأفخارستية.

الديداكية والكتابات الآبائية الأولى

1.      رأينا إرتباط الديداكية برسالة برنابا في تعليم "الطريقين"، وقد جاءت الآراء المتضاربة: هل أخذت الديداكية عن برنابا أم العكس؟ غير أن الرأي السائد أن الإثنين أخذا هذا التعليم من مصدر مستقل شكَّله المسيحيون بما يليق بالفكر المسيحي، كل واحد حسبما يرى

2.      حاول البعض ربط الديداكية بكتاب "الراعي" لهرماس، دون أن يصلوا إلى نتيجة محددة، غير أن بعض العبارات جاءت متشابهة في النصين، لكن لا يوجد إلاَّ عبارتين جاءتا حرفيتين.

3.      حملت القوانين الرسوليةَApostolic Constitutions  (٧ : ١ – ٣٢) أكثر من نصف ما ورد في الديداكية. غالبًا بذات الترتيب مع تشابه قوي في العبارات. أما العبارات التي لم ترد فعلى أغلب الأحوال كانت قد فقدت ارتباطها بالقرن الرابع

النصوص التقليدية

1.      جاء النص باليونانية كاملاً في المخطوط الذي اكتشفه Brynnuis كما وردت أجزاء منه باليونانية في:

(‌أ)      رق Oxyrhynehos من القرن الرابع

(‌ب)  الفصول الست الأولى جاءت ضمن رسالة برناباس.

(‌ج)   الكتاب الثامن من القوانين الرسولية Apos. Cons. السوري في القرن الرابع شمل أغلب النص اليوناني للديداكية.

2.      النصان اللاتينيان، أحدهما في مخطوط Melk من القرن التاسع/العاشر، يحوي أجزاء منها، ومخطوط ميونخ (Cod. Monac. Lat. 6264) من القرن الحادي عشر.

3.      وُجد نص قبطي لبعض أجزاء منها. ترجمة القرن الخامس، على بردي بالمتحف البريطاني (٩٢٧)، ورد بالمخطوط صلوات على زيت المسحة، غالبًا ما كان يستخدم في سرّي العماد والمسحة (الميرون).

4.      توجد مخطوطات بها متقطفات لترجمات سريانية وعربية وأثيوبية وچورچية

نص الديداكية

١ – الطريقان "الدستور الأخلاقي"

تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولاً

(١)

1.      يوجد طريقان: أحدهما للحياة والآخر للموت.

لكن الفرق بين الطريقين عظيم.

2.      طريق الحياة هو هكذا:

أولاً، أحبب الله الذي خلقك.

ثانياً، حب قريبك كنفسك.

مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين.

3.      إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم:

باركوا لاعنيكم، صلوا من أجل أعدائكم،

وصوموا من أجل مضطهديكم.

لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟

أليس الوثنيون يفعلون ذلك؟!

أما أنتم فأحبوا مبغضيكم، فلا يكون لكم عدو .

4.      ابتعدوا عن الشهوات الجسدية  الزمنية (عالمية).

"من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا ".

وكن كاملاً  .

من سخرك ميلاً فامش معه إثنين

من أخذ ثوبك فاعطه رداءك أيضًا

من أخذ مالك فلا تطالبه به، لأنك لا تستطيع

5.      كل من سألك فاعطه بغير مقابل

فإن الآب يريد أن يشترك الكل في نعمنا.

طوبى للذي يعطي حسب الوصية، إذ هو بلا لوم.

ويل لمن يأخذ بغير إحتياج.

إن أخذ أحد عن عوز يحسب بلا لوم.

أما إن أخذ عن غير عوز فسيعطي حسابًا عن السبب والهدف

اللذين من أجلهما أخذ.

إنه يلقى في السجن، ويُسأل عن مسلكه،

ولا يخرج من هناك حتى يوفي الفلس الأخير

6.      لكن قيل أيضًا في هذا الصدد:

لينتل إحسانك بعرق يديك

حتى تعرف لمن تعطي.

(٢)

1.      الوصية الثانية للتعليم:

2.      لا تقتل، لا تزن،

لا تفسد صبيان، لا تبغ، لا تسرق ،

لا تمارس السحر ولا تذهب لعرافة،

لا تقتل طفلاً بالإجهاض ولا تقتل طفلاً حديث الميلاد.

لا تشته مال قريبك .

3.      لا تحلف ولا تشهد بالزور

لا تنطق بكلمة إفتراء ولا تحمل حقدًا.

4.      لا تكن متقلب الرأي ولا منافقًا،

فإن النفاق شراك الموت .

5.      لا يكن كلامك كاذبًا ولا تنطقه باطلاً.

بل دعمه بالعمل.

6.      لا تكن جشعًا ولا طماعًا ولا مرائيًا.

لا تكن شريرًا ولا متكبرًا.

لا تفكر سوءًا بقريبك.

7.      لا تبغض أحدًا، لكن انذر البعض وصلِ لأجل البعض،

أحبب الآخرين أكثر من نفسك.

(٣)

1.      يا بني، اهرب من كل شر، ومن كل ما على شاكلته.

2.      لا تمل إلى الغضب، فإن الغضب يقود إلى القتل.

ولا تكن حسودًا ولا مخاصمًا ولا حاد الطبع.

فإن هذه كلها تلد الجرائم.

3.      يا بني لا تكن شهوانيًا، فإن الإشتهاء يقود إلى الزنا.

ولا تكن ناطقًا بكلامٍ بذيء، ولا عينيك شريرة،

فإن هذا كله يلد زنا.

4.      يا بني لا تتفاءل، فإن هذا يقود إلى عبادة الأصنام.

احترس من الرق، ومن حسابات المنجمين،

ومن الشعوذات التطهيرية.

ارفض حتى رؤية هذه الممارسات،

فإن هذه كلها تلد عبادة أصنام.

5.      يابني لا تكن كاذبًا، فالكذب يقود إلى السرقة.

لا تكن محبًا للمال أو المجد الباطل،

فإن هذا كله يلد السرقات.

6.      يا بني لا تتذمر، فإن هذا يقود إلى التجديف.

لا تكن وقحًا ولا سييء النية،

فإن هذه تلد التجديف.

7.      لكن كن وديعًا، فإن الودعاء يرثون الأرض

8.      كن طويل الأناة، رحيمًا، بلا مكر،

هادئًا، صالحًا، ترهب التعليم الذي تتلقاه

9.      لا تتفاخر ، ولا تستلم للزهو،

لا تلتصق نفسك بالمتكبرين بل عاشر الصديقين والمتواضعين.

10.  تقبل الأحداث التي تحل بك كأنها خير،

عالمًا أنه ليس شيء يحدث بدون إذن الله

(٤)

1.      يا بني تذكر ليلاً ونهارًا ذاك الذي يحدثك بكلام الله

أكرمه كما تكرم الرب

لأنه حيث يكرز بالتعليم الرباني يكون الرب موجودًا.

2.      اسع يومًا فيوم نحو القديسين لتجد في كلامهم تعزية.

3.      لا تثر انقسامات، بل وطد السلام بين المتخاصمين.

احكم بالعدل لا تنظر الوجوه في انتهارك المعاصي

4.      لا تتردد في قرارك بين هذا وذاك.

5.      لا تبسط يديك للأخذ وتطبقهما عند العطاء

6.      إن كنت تملك شيئًا من تعب يديك، فقدم عتقًا عن خطاياك (بالعطاء).

7.      لا تتردد في العطاء،

وإذا أعطيت فلا تتذمر،

فستعرف من هو المجازي خيرًا.

8.      لا تصرف محتاجًا،

اقتسم كل شيء مع أخيك.

ولا تقل أن لك مالاً خاصًا بك.

فإن كنتم تقتسمون الخيرات الخالدة فكم بالحري الفانيات؟

9.      لا ترفع يدك عن ابنك أو ابنتك،

بل علمهما مخافة الله منذ نعومة أظافرهما.

10.  لا تنتهر (بمرارة) عبدك أو أمتك.

اللذين يترجان الله إلهك.

لئلا يفقدا مخافة الله، الذي هو فوق الكل ، وليس عنده

محاباه الوجوه، بل يدعو من هيأهم الروح.

11.  وأنتم أيها العبيد أطيعوا سادتكم في إتضاع ومخافة كما لله

12.  ابغضوا كل رياء وكل ما لا يرضي الرب.

13.  لا تترك وصايا الرب، بل احفظها كما تسلمتها بغير زيادة أو نقص

14.  اعترف بمعاصيك في الجماعة،

ولا تقترب الصلاة بضمير شرير.

هذا هو طريق الحياة.

(٥)

1.      أما طريق الموت فهكذا:

أولاً، إنه شرير، مملوء لعنة:

قتل، زنا، شهوات، فجور، سرقة، عبادة أصنام، أعمال سحر،

عرافة، اغتصاب، شهادة زور،

رياء، نفاق، خداع، كبرياء،

إساءة، قحة، طمع، كلام باطل، حسد،

عجرفة، ترف، افتخار.

2.      مضطهدو الخير، مبغضو الحق، محبو الكذب،

لا يعرفون مكافأة البرّ،

غير ملتصقين بالصلاح  ولا بالحكم العادل،

يسهرون لا على صنع الخير بل فعل الشر،

بعيدون عن الوداعة والصبر،

محبون للأباطيل، مطاردون المكافأة،

لا يرحمون الفقير، ولا يعملون من أجل الحزين،

لا يعرفون خالقهم،

قاتلوا أطفال، ومفسدو خليقة الله،

يتحولون عن المحتاج، ويظلمون الحزانى،

يدافعون عن الغني ويحكمون بالظلم على الفقير،

إنهم خطاة تمامًا.

أيها الأبناء، تحرروا من هذه كلها.

(٥)

1.      احذر أن يضلك أحد عن هذا الطريق للتعليم،

إنه يعلمك خارجًا عن الله.

2.      إذا استطعت أن تحمل كل نير الرب تصبح كاملاً

أما إذا لم تستطع فافعل قدر طاقتك.

3.      أما عن الطعام، فاحتمل قدر استطاعتك،

وامتنع عما قدم للأوثان تمامًا، فإنها عبادة لآلهة ميته

 

٢ – الحياة الليتورچية والسرائرية

العماد

(٧)

1.      أما عن العماد، فعمدوا هكذا:

بعدما تعلمون كل ما تقدم،

عمدوا باسم الآب والابن والروح القدس  بماء جار (حيّ).

2.      فإذا لم يكن هناك ماء جار فعمد بماء آخر.

إذا لم تستطع أن تعمد بماء بارد فعمد بماء دافيء.

3.      إذا كنت لا تملك كليهما فاسكب الماء  فوق الرأس ثلاثًا،

باسم الآب والابن والروح القدس.

4.      قبل العماد، فليصم المعمد والمعمد ومن من الغير يستطيع.

أوصي من يريد أن يعتمد أن يصوم يومًا يو يومين قبل العماد.

الصوم و الصلاة

(٨)

1.      لا تصوموا مع المرائين

فإنهم يصومون اليوم الثاني واليوم الخامس من الأسبوع،

أما أنتم فصوموا الرابع (الأربعاء) والإستعداد (الجمعة)

2.      لا تصلوا كالمرائين

بل كما أمر الرب في إنجيله، صلوا هكذا:

"أبانا الذي في السموات،

ليتقدس اسمك،

ليأت ملكوتك،

لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض،

خبزنا اليومي (الضروري) أعطنا اليوم،

واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليهم،

ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير.

لأن لك القوة والمجد إلى الأبد"

3.      صلوا هكذا ثلاث مرات في اليوم .

الأفخارستيا

(٩)

1.      بخصوص الأفخارستيا، يقدم الشكر هكذا:

2.      أولاً: بخصوص الكأس:

نشكرك (يوخاريستيت)، يا أبانا.

من أجل الكرمة المقدسة التي لداود خادمك،

لقد أعلنتها لنا بيسوع ابنك (خادمك).

المجد لك أبد الدهور.

3.      ثم بخصوص الخبز (كلازما)  المكسور.

نشكرك يا أبانا،

من أجل الحياة والمعرفة.

اللتين أعلنتهما لنا بيسوع ابنك،

المجد لك أبد الدهور.

4.      كما أن هذا الخبز المكسور،

كان مرة مبعثرًا على التلال.

وقد جمع ليصير (خبزًا) واحدًا،

كذلك اجمع كنيستك، من أقاصي الأرض، في ملكوتك!

لك المجد والسلطان بيسوع المسيح أبد الدهور.

5.      لا يأكل أحد أو يشرب من أفخارستيك (ذبيحة شكرك)،

إلاَّ الذين عمدوا باسم الرب.

ففي هذا يقول الرب "لا تعطوا القدس للكلاب ".

(١٠)

1.      بعدما تشبعون، اشكروا هكذا:

2.      نشكرك أيها الآب القدوس،

من أجل اسمك القدوس،

الذي أسكنته في قلوبنا،

ومن أجل ما أعلنته لنا، من معرفة وإيمان وخلود.

بيسوع ابنك،

المجد لك أبد الدهور.

3.      أنت، أيها السيد القدير،

خلقت الكون للإشادة بذكر إسمه،

وأعطى البشر الغذاء والشراب والتلذذ حتى يشكروه.

ولكنك كافأتنا نحن بغذاء وشراب روحيين،

وبالحياة الأبدية.

بيسوع ابنك.

4.      نشكرك فوق كل شيء، لأنك قدير،

المجد لك أبد الدهور. آمين.

5.      أذكر يا رب كنيستك،

خلصها من كل شر واجعلها كاملة في حبك،

اجمعها من الرياح الأربع،

هذه الكنيسة التي تقدسها في ملكوتك الذي أعدده لها.

لك السلطان والمجد أبد الدهور. آمين.

6.      تعال أيها الرب .

وليعبر هذا العالم. آمين.

أوصنا لإله داود!

من كان مقدسًا فليقترب،

ومن لم يكن هكذا فليتب!

ماران آثا. آمين.

7.      اتركوا الأنبياء يشكرون كما يريدون

8.      (بخصوص العطور، أشكروا هكذا:

أيها الآب، نشكرك على العطر الذي عرفناه به بواسطة يسوع ابنك،

لك المجد إلى الأبد. آمين)

 

٣ – الترتيبات والتنظيمات الكنسية

المعلمون والرسل والأنبياء

(١١)

1.      من جاء وعلمكم بكل ما سبق اقبلوه،

2.      أما إذا عاد المعلم يعلمكم تعليمًا مغايرًا بقصد الهدم فلا تسمعوا له

أما إذا (علم) هكذا: أن يزيد البرّ وتزيد معرفة الرب،

فاقبلوه كما للرب.

3.      أما عن الرسل والأنبياء،

فتصرفوا بحسب تعليم الإنجيل، هكذا:

4.      اقبلوا كل رسول يأتيكم كالرب

5.      غير أنه يجب إلاَّ يمكث أكثر من يوم،

وعند الضرورة يبقى يومًا آخر،

إذا بقي ثلاثة أيام فهو نبي كاذب.

6.      عند انصرافه لا يقبل إلاَّ ما يكفيه من خبز إلى أن يجد له مأوى،

أما إن طلب مالا فهو نبي كاذب.

7.      لا تجربوا ولا تنتقدوا نبيًا يتكلم بالروح،

لأن كل خطية تغفر إلاَّ هذه الخطية

8.      لكن ليس كل من يتكلم بالروح نبيًا،

بل الذي يسلك طرق الرب.

من سلوكهم يعرف النبي الكاذب من النبي الحقيقي.

9.      كل نبي يأمر بإقامة مائدة في الروح , إن لم يأكل منها فهو نبي كاذب.

10.  كل نبي يتكلم بالحق، إن لم يمارس ما يعلم فهو نبي كاذب.

11.  كل نبي مجرب بحق،

يعمل سرّ الكنيسة في العالم.

ومع ذلك لا يعلم الآخرين أن يفعلوا ما يصنعه هو،

لا يدان منكم بل دينونة من الله.

فإنه هكذا تصرف الأنبياء القدماء.

12.  لكن من يقول بالروح: اعطني مالاً أو شيئًا آخر، فلا تسمعوا له.

أما إذا طلب من أجل الآخرين المحتاجين فلا تدينوه.

(١٣)

1.      كل من يأتيكم باسم الرب اقبلوه (مت ٢١: ٩؛ مز ١١٧: ٢٦)، بعد ذلك اختبروه واعرفوه، لتميزوا اليمين من اليسار.

2.      فإن كان الآتي عابر سبيل أعينوه قدر استطاعتكم، ولا يبقى عندكم أكثر من يومين أو ثلاثة عند الضرورة.

3.      إذا أراد أن يمكث عندكم كصاحب مهنة فليعمل ليأكل (٢ تس ٣ : ١٠).

4.      أما إذا لم يكن صاحب حرفة، فوجهوه أنتم لكيلا يعيش بينكم كمسيحي عاطلاً.

5.      إذا لم يرد أن يعمل فهو متاجر بالمسيح (١ تي ٦: ٥)  احترزوا من أمثاله.

(١٣)

1.      كل نبي حقيقي يريد البقاء معكم "يستحق طعامه"

2.      كذلك المعلم الحقيقي يستحق كالعامل طعامه.

3.      خذ باكورة نتاج معصرتك وبيدرك ومواليد أبقارك وأغنامك وقدمها للأنبياء، لأنهم رؤساء كهنتك.

4.      إن لم يكن لكم نبيًا، فاعطه للفقراء.

5.      إن خبزت، فقدم باكورته حسب الوصية.

6.      إذا فتحت وعاء خمرك أو زيتك، إعط باكورته للأنبياء.

7.      كذلك مالك (فضتك) وثيابك وكل ممتلكاتك،

خذ الباكورة – كما تحسن في عينيك – وقدمها حسب الوصية.

(١٤)

1.      في يوم الرب اجتمعوا معًا لتكسروا الخبز وتشكروا،

لكن أولاً اعترفوا بخطاياكم لكي تكون ذبيحتكم طاهرة.

2.      على أي الأحوال، من كان على خلاف مع أخيه فلا يشترك في

إجماعكم قبل أن يتصالح،

فلا تكن ذبيحتكم مدنسة.

3.      لأن هذا ما قاله الرب

"في كل مكان وزمان، تقرب لأسمى تقدمة طاهرة،

لأني ملك عظيم، يقول الرب، واسمي مهيب بين الأمم:

(١٥)

1.      أقيموا لكم أساقفة وشمامسة جديرين بالرب،

رجالاً ودعاء، غير محبين للمال،

مستقيمين ومجربين،

فإنهم يقومون عندكم بخدمة الأنبياء والمعلمين.

2.      لا تحتقروهم لأنهم الرجال المكرمون بينكم مع الأنبياء والمعلمين.

3.      وبخوا بعضكم بعضًا لا بحدة بل بسلام كقول الإنجيل ،

إذا أهان أحد قريبه فلا يكلمه أحد ولا يسمع منكم كلمة حتى يتوب.

4.      أقيموا صلواتكم وقدموا صدقاتكم وافعلوا كل شيء حسب إنجيل ربنا.

 

٤ – بروسيا الرب

(١٦)

1.      اسهروا على حياتكم،

ولا تدعوا مصابيحكم تنطفيء،

ولا أحقاءكم تنحل،

بل كونوا مستعدين دائمًا لأنكم لا تعرفون الساعة التي يأتي

فيها ربنا .

2.      يليق بكم أن تجتمعوا دائمًا وتطلبوا ما يخص نفوسكم،

لأنه لا ينفعكم طيلة زمان إيمانكم إن لم تكونوا كاملين في اللحظة الأخيرة.

3.      ففي الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة والمفسدين،

وتتحول النعاج إلى ذئاب ، والمحبة إلى كراهية

4.      إذ يزداد الإثم يكره الناس بعضهم بعضًا،

ويضطهدون بعضهم بعضًا،

     ويطردون بعضهم بعضًا

     عندئذ يظهر مضلل العالم  كابن الله .

     ويصنع آيات وعجائب

     وتصبح الأرض في قبضة يديه،

          ويرتكب آثامًا لم يحدث مثلها منذ البدء.        

5.      عندئذ تدخل الخليقة نار الإختبار،

ويتعثر كثيرون ويهلكون.

أما الذين يثبتون في إيمانهم فيخلصون  من اللعنة.

6.      عندئذ تظهر علامات الحق:

أولاً علامة السموات مفتوحة

ثم علامة صوت البوق

ثالثًا قيامة الموتى، ليس جميعهم.

7.      لكن كما قيل: سيأتي الرب ومعه جميع قديسيه

وسينظر العالم الرب آتيًا على سحب السماء



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +