Skip to Content

توطئة : القدّيسة فيرونيكا جولياني تلميذة مريم ورسولة حقيقيّة لها - جنود مريم

القدّيسة فيرونيكا جولياني  تلميذة مريم ورسولة حقيقيّة لها

Click to view full size image

القدّيسة فيرونيكا جولياني

تلميذة مريم ورسولة حقيقيّة لها

 

الأخ عمانوئيل خادم قلب مريم المتألّم والطاهر

شيتا دي كاستلّو

تُعنى بطبعه ونشره جمعيّة «جنود مريم»

علم وخبر 167/أ د - لبنان

يُوزَّع مجّانًا

 

توطئة

في هذه الأزمنة المدعوّة بحقّ "الأزمنة المريميّة" تبرز حاجة ماسّة للقدّيسة فيرونيكا، لا تقل أهميّة عن حاجتنا للعذراء مريم. إنّها دعوة قويّة وجديدة، استنبطتها خبرات إيمانيّة آتية من الشرق المسيحيّ المعذّب، من سوريا ومن لبنان، لتشجيع مساعي أكثر تركيزًا وجديّة، تهدف إلى البحث عن الله وعن القيم الروحيّة.

     هذه الأجواء التقويّة المتجدّدة والمفعمة بروح الانتعاش المسيحيّ، أوحى بها راهب سوريّ شاب، هو الأخ جلمود عطا الله، عطيّة حقيقيّة من الله. هذا الراهب، وإثر شفائه الجسديّ والروحيّ الذي عزاه إلى القدّيسة فيرونيكا، تلقّى من خلال إشارات إلهيّة، رسالة تدعوه إلى التعريف بالقدّيسة جولياني الكبوشيّة، متصوّفة شيتا دي كاستلو، وإشاعة التعبّد لها كوسيلة لتجديد الشعب المسيحيّ. لكن ما كادت تتفجّر طاقته الرسوليّة حتّى لبّى نداء ربّه غزيرًا محبوبًا. أجل! لقد بلغ الكمال بسرعة (الحكمة 4/ 15، 13).

     غير أنّ ما يوحي بالإطمئنان إلى مسيرة هذه الدعوة النيّرة، استكمالها من قبل رفيق دربه التوأم اللبنانيّ، الأخ عمانوئيل خادم قلب مريم المتألّم والطاهر. هذا الأخ شعر باندفاع لا يُقاوم، لمتابعة هذه الرسالة الداعية إلى إصلاح الإيمان والعادات، وتعميق التقوى في الحياة المسيحيّة من خلال تعاليم القدّيسة فيرونيكا جولياني وروحانيّتها. لقد حفظ تعاليمها، وجعل من سيرة حياتها مثالاً يُحتذى، فنجح في تحويله إلى كتيّب مليء بالخواصّ والحقائق العمليّة التي يمكن تلمّسها لأنسنة هذا العصر، وعلى رأسها، الدعوة لتأجيج الغيرة للتكرّس لقلب مريم الطاهر بشعلة المحبّة والألم، على غرار المتصوّفين الكبّوشيّين السبّاقين في حقل التكرّس الفرديّ والجماعيّ لمريم.

     إنّه إذًا، تذكير جديد. فبعد حوالي ثلاثة قرون، تعود شعلة الحبّ التي ألهبت قلب وروح القدّيسة فيرونيكا لتظهر من جديد كنار من فُوّهة بركان، كان بإمكانه أن يبدو جامدًا، لكونه غير معروف وغير مقصود. لذا أراد، وبحقّ، أن يدفعنا من جديد لتأمّل الاختبار الحياتيّ لدى هذه القدّيسة التي تتصدّى بوضوح للعقلنة المتفشيّة في عصرنا. إلاّ أنّه شعر، بالأكثر، بضرورة أن يعلن للعالم النقاطَ الأربع الأساسيّة التي تشكّل مضمون "الرسالة الفيرونيكيّة": "الأولويّة المطلقة لمحبّة الله، حقيقة جهنّم والشياطين المُرْعبة التي لا يعتقد العديد اليوم بوجودها. مدرسة التفكير، ودور العذراء مريم الذي لا غنى ولا بديل عنه.

     وقد استوحى كلّ ذلك بدقّة ومهارة، وبإلهام عميق، من "قصيدة الألم والحبّ" الواردة في "اليوميّات"، والتي كتبتها القدّيسة بروح الطاعة بدءًا من سنة 1693 وحتّى 25 آذار 1727، سنة وفاتها. وهنا نستشعر تلك "الإلهيّات" بطريقة بطريقة فريدة غير قابلة للتكرار، لم تُلحَظ حتّى عند المتصوّفين المسيحيّين.

     إنّ الذوبان في مريم، أمّ يسوع، يغدو ذا بُعْدٍ سحيق وعُمْق مُتهاوٍ، خاصّة في السنوات الأخيرة من حياة القدّيسة، بعدما أخذت تكتب بإملاء من والدة الله، إثر فقدها، نوعًا ما، لوعيها لذاتها، ولما تكتبه، مُضحِيةً شِبْه "مريم أخرى" تمامًا كما لُقّبت القدّيسة كلارا الأسيزيّة.

     إنّها حقًّا نهار متأجّجة، تدفع بكلّ وضوح، إلى التعلّق بقلب المسيح الإله. بيد أنّ ما كتبته يبدو معاكسًا للتيّار، وهي بذلك تلتقي والبابا بندكتس السادس عشر في ندائه في لقاء الشبيبة: "أن نكون، في هذا العالم المعاصر، معاكسين للتيار"، وقد أضاف موضحًا: "أسألكم أيّها الشبّان، ويا جميع المتواجدين هنا، إخوة وأخوات أعزّاء، وأسأل الكنيسة جمعاء، بشكل خاصّ الأنفس المكرّسة، وبالأخصّ في أديرة المحصّنين والمحصّنات، على أن نكون مواظبين على الصلاة، مقتدين روحيًّا بمريم أمّنا، عابدين المسيح الحيّ في القربان الأقدس، مُغرَمين دومًا أكثر به. هو أخونا وصديقنا الحقيقيّ، عريس الكنيسة، الإله الأمين والروح الذي أحبّنا أوّلاً".

     كان لهذه الكلمات أفضل وَقْعٍ لدى "أصدقاء القدّيسة فيرونيكا" الذين تلقّوا بمحبّة وعُرْفان جميل هذه الرسالة، آملين أن يصبحوا شهوًا لها، وناشرين شغوفين لتعاليمها، مشكّلين قوّة صلاة وتشفّع وتقدمة، غالبًا ما كانت الكنيسة بأمسّ الحاجة إليها.

     لقد وضعتُ بسرعة هذه الأفكار، بإيعاز من سيادة الأسقف المشرف على المعهد التاريخيّ للكبّوشيّين – روما (إيطاليا) الأخ عمانوئيل، لأنّي أؤمن بأنّ هذا الكتيّب المدوّن بشغف وحبّ من أجل خلاص النفوس، سوف يُنتج ثمارًا جزيلة، ثمار تجدّد وعودة إلى المسيح المصلوب، إلى الصليب المنسيّ غالبًا في أيّامنا هذه، إلى الكنيسة، وإلى العذراء "وسيطة كلّ النعم، على حدّ ما أفصحت به العذراء عن نفسها للقدّيسة فيرونيكا.

                                                                  

الأخ كوستنـزو كارونيوني

                                                     المعهد التاريخي للكبّوشيّين – روما (إيطاليا)

 

 

جمعيّة "جنود مريم"



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +